المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام
حملة إعلامية ثورية تنجح في فك حصار مضايا مؤقتا

حملة إعلامية ثورية تنجح في فك حصار مضايا مؤقتا

 

 صورة من الفوعة تظهر عدم وجود أي أثر للحصار على أحد الأطفال كما ادعت وسائل إعلام موالية للنظام ولحلفائه

 

 

الكاتب - سامح اليوسف      

تاريخ النشر 2016/01/19

 

تحولت بلدة مضايا التي تبعد 45 كم عن العاصمة دمشق غربا بالقرب من الحدود اللبنانية وتتبع إداريا لمدينة الزبداني، إلى قضية رأي عام دولي بعد أن قامت قوات النظام في سورية وميليشيات حزب الله اللبناني بإطباق الحصار على أهل البلدة البالغ عددهم قرابة /35/ ألف نسمة ومنع الغذاء والدواء عنهم لمدة سبعة أشهر في ريف دمشق الأمر الذي أدى لوفاة قرابة 35 شخصا نتيجة للجوع وسوء التغذية، وذلك طبقا لتقارير منظمة أطباء بلاحدود.

 

وكان يبلغ  عدد سكان البلدة الأصلين قبيل عام2011 ، والتي تعتبر من أبرز المواقع السياحية في سورية قرابة /15/ ألف نسمة، إلا أنّ هذا العدد تضاعف في الفترة الأخيرة لنزوح معظم سكان المناطق القريبة إليها بفعل المعارك الأخيرة بين قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله من جهة والثوار من جهة ثانية وخاصة في مدينة الزبداني.

 

القضية بدأت بعد أن جرى اتفاقا بين حركة أحرار الشام من جانب الثوار في الزبداني وبين النظام في سورية ممثلا بوفد إيراني في مدينة اسطنبول التركية وبرعاية أممية، وقد جاء نص الاتفاق من 25 بندا نذكر أهمها(1):

 

1- وقف إطلاق النار في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب في مقابل وقف إطلاق النار في الزبداني ومضايا بريف دمشق.

 

2- مدة الاتفاق ستة أشهر

 

3- يسمح لعشرة ألاف من الأطفال والنساء وكبار السن والجرحى بالخروج من الفوعة وكفريا مقابل خروج (500) من المسلحين وما تبقى من مدنيين في الزبداني اتجاه إدلب.

 

4- يشمل الاتفاق خروج الجرحى الذين يعانون إصابات خطرة من بلدة مضايا المحاصرة والمجاورة للزبداني.

 

5- تشمل التهدئة إضافة إلى وقف إطلاق النار، إيقاف الخطوات العدائية كإغلاق الطريق الإنساني إلى الفوعة وكفريا، أو إغلاق منافذ مضايا وبقين وسرغايا.

 

وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ /20/ أيلول /2015.

وكانت تلك البلدات الأربعة قد خضعت لهدنتين سابقتين باءتا بالفشل في شهر آب 2015.

 

وبحسب روايات قوى الثورة والمعارضة السورية، فقد تمّ تنفيذ معظم بنود الاتفاق تقريبا إلا البند الخاص بالمساعدات الإنسانية فقد أحكم ميليشيا حزب الله وقوات النظام في سورية الحصار على بلدة مضايا ومنعا عنها دخول المساعدات الإنسانية ، وقد دخلت آخر دفعة مساعدات إنسانية أممية  إلى مضايا في 18 تشرين الأول من عام 2015 أي بعد توقيع الاتفاق بنحو شهر ، ولم يدخل بعدها أي شيء.

 

 واعترفت وسائل إعلامية موالية للنظام ولحلفائه ضمنا بمنعه دخول المساعدات الإنسانية إلى مضايا معللة  ذلك بعدم التزام المعارضة بهذا البند في كفريا والفوعة،(2) ، ولكن الصور الواردة من كفريا والفوعة لم تكن تشير إلى ذاك الحصار الخانق كما هو الحال في مضايا، كما أنّه  لم يسجل أي حالة وفاة في كفريا الفوعة جوعا على عكس مضايا التي سجل فيها 35 حالة بحسب منظمة أطباء بلاحدود.   

 

حملة إعلامية ناجحة

دفعت مأساة مضايا وحصارها مئات الناشطين والصحفيين السوريين لإطلاق حملة إعلامية تندد بالحصار وتستجدي المجتمع الدولي إنقاذ المدنيين وتصدرت صور الأطفال والشيوخ وهم يحتضرون من الجوع مواقع التواصل الاجتماعي ليشترك الناشطين العرب بتلك الحملة ويتفاعل الإعلام الغربي معها أيضاً.

 

وبالمقابل ظهرت حملة إعلامية مضادة من مؤيدي النظام في سوريا  وميلشيا حزب الله في لبنان تسخر من جوع مضايا في آن وتنفي المأساة من وجودها في آن آخر مما ساعد أكثر على  تفعيل الحملة الإعلامية بشكل أكبر.

 

وعزز  الحملة الإعلامية لقوى الثورة والمعارضة - التي طالبت المجتمع الدولي والعالم الحر بفك الحصار القاتل عن مضايا وإدخال مساعدات فورية-  خروج مسيرات ومظاهرات مدنية منددة بالحصار في  عدد كبير  من عواصم ومدن العالم أبرزها برلين واسطنبول ونيويورك ولبنان كما طالبت الخارجية الفرنسية رسميا برفع  الحصار فوريا عن مضايا.

 

وقد أجبرت تلك الحملة الإعلامية المترافقة مع الاحتجاجات والمظاهرات المعززة بالصور والفيديوهات من داخل مضايا المحاصرة  نظام الأسد في سوريا وحزب الله اللبناني على قبول عروض الأمم المتحدة لإدخال 44 شاحنة من المساعدات الإغاثية في 11 من كانون الثاني 2016 وتبعتها مساعدات أخرى في 14 من شهر نفسه .(3)

 

وقال رئيس المجلس المحلي لبلدة مضايا موسى المالح :" إنّ المساعدات التي تمّ إدخالها لا تكفي سوى ثلاثة أشهر مما قد يعيد شبح الحصار من جديد".

 

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنّ خمسة مدنيين لقوا حتفهم منذ دخول قافلة المساعدات الإنسانية الأول في 11 كانون الثاني من العام الجاري.

__________________________________

 *المصادر                 

1ــ راجع جريدة السفير اللبنانية - مقال بعنزان:  بنود اتفاق الزبداني تاريخ 29/12/2015 /رقم الصفحة12/عربي دولي، وكذلك جريدة النهار اللبنانية - مقال بعنوان: اتفاق على هدنة لستة اشهر في الزبداني والفوعة وكفريا باشراف الامم المتحدة تاريخ 24/ أيلول/2015

2 ــ راجع جريدة السفير اللبنانية - مقال بعنوان: جيش الفتح يتفكك..مليون دولار لمسح الفوعة عن الخريطة- تاريخ النشر 4/1/2016 / رقم الصفحة 10/عربي دولي.

3-  راجع موقع BBC - مقال بعنوان:  وصول 20 شاحنة مساعدات إلى مضايا السورية- تاريخ النشر 11/1/2016

 

---------------------------------------------------------------------------------------

الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام @ 2015

تابعنا على الفيسبوك

القائمة البريدية


تابعنا على تويتر

جميع الحقوق محفوطة للمؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2024 / تنفيذ وتطوير شركة SkyIn /