المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام
الخارطة العسكرية للفصائل المسلحة في سورية - الفصائل العسكرية في القلمون الشرقي بريف دمشق (9)

الخارطة العسكرية للفصائل المسلحة في سورية - الفصائل العسكرية في القلمون الشرقي بريف دمشق (9)

إعداد: قسم الرصد والمتابعة - المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام

تاريخ النشر: 2017/01/06

 

تعتبر منطقة القلمون الشرقي بالنسبة لقوات المعارضة السورية بوابة البادية السورية التي تمتد إلى الحدود الأردنية، العراقية، وإلى بادية البوكمال، وبوابة ريف حمص الشرقي، وريف دمشق، وبوابة الغوطة الشرقية، أما بالنسبة إلى النظام، فهي منطقة تجمع عسكري كبير، وتقع على خطوط إمداد النظام البرية مثل طريق دمشق- بغداد، و طريق دمشق- حمص، وبوابة دمشق، وتعتبر كافة الفصائل التابعة للمعارضة السورية في القلمون الشرقي حاجزاً فاصلاً بين النظام و"تنظيم الدولة الإسلامية" كون الأخير يسيطر على مساحات واسعة من ريفي دمشق وحمص الشرقي وصولاً إلى محافظتي دير الزور والرقة اللتين تعتبران من أهم معاقله.

ينتشر في القلمون الشرقي كل من جيش الإسلام، وجبهة فتح الشام، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وجيش تحرير الشام، وأسود الشرقية، وتجمع الشهيد أحمد عبدو، والفرقة الثانية مشاة.

 

1- جيش تحرير الشام:

أعلن النقيب المنشق فراس بيطار يوم الأربعاء 25 آذار 2015 عن تشكيل جيش تحرير الشام في القلمون الشرقي[1] بريف دمشق من ضباط وجنود منشقين عن جيش النظام السوري  وعناصر مدنية مسلحة معارضة.

وقال قائد الجيش الجديد النقيب المنشق في بيان الإعلان: "إن مهمة الجيش تحرير سوريا من قوات النظام والميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانبه ولا سيما الحرس الثوري الإيراني، كما أكد أن هذا الجيش حرٌّ ومستقل ومنهاجه "القرآن الكريم والسنة النبوية" مشددا على أنه ممنوع عليه ما أسماه "الاقتتال الإسلامي- الإسلامي" ولن يدخل في حروب مع فصائل المعارضة الأخرى -في إشارة منه لعدم قتال "تنظيم الدولة -"وسيكون "محضر صلح" بين الفصائل المتناحرة والمتحاربة.

واعتبر مراقبون أن تشكيل الجيش الجديد قد يشكل علامة فارقة في ظل الوضع العسكري المتشرذم للمعارضة في القلمون الشرقي بالذات وريف دمشق عموما، التي خاضت عدة جولات اقتتال فيما بينها من جهة، وبينها وبين تنظيم الدولة (ISIS) من جهة أخرى والعناصر المتهمين بمبايعته والعمل لصالحه سراً.

ويقول النقيب أبو أحمد (أحد الضباط المنشقين الذين عملوا في منطقة القلمون الشرقي) في مقابلة خاصة مع المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام: "يربو عدد جيش تحرير الشام على / 200 / مقاتل، ينتشرون في منطقة الجبل الشرقي والبترا، ويتلقون دعمهم العسكري من البرنامج الأمريكي لدعم المعارضة السورية ويخوض معاركه ضد النظام وتنظيم الدولة .

وفيما يتعلق بمقولة النقيب أبو أحمد عن قتال جيش تحرير الشام لتنظيم الدولة الإسلامية، لم تتناول مصادر أخرى هذه الواقعة نفياً أو تأكيداً.

 

وتعتبر عملية "ضرب النواصي" في منطقة أبو الشامات أهم معارك جيش تحرير الشام حيث هدفت إلى إعاقة أرتال الأسد وميلشيات حزب الله وتخفيف الضغط على القلمون الغربي الذي كانت قوات المعارضة السورية تخوض في جباله الفاصلة بين لبنان وسوريا معارك ضد ميليشيات حزب الله وقوات الأسد [2]، إضافة إلى شلّ حركة مطاري “السين وضمير” العسكريين، اللذين تنطلق منهما غالبية الطائرات الحربية التي تقصف يوميا المناطق المحاصرة في سوريا .
وقد بسط خلالها سيطرته على طريق (دمشق - بغداد) الدولي بالكامل، بالإضافة إلى عدّة نقاط أخرى لـ"حزب الله" في الجبال المحيطة، أهمها النقطة المطلة على مطار ضمير العسكري ونقطة الطابة التي تعتبر رادارًا للطائرات الحربية.

ويتخذ جيش تحرير الشام من علم الاستقلال السوري ، راية له،  وكان قائد الجيش  النقيب فراس البيطار يقود لواءً يدعى "تحرير الشام" ضم مئات العناصر في الغوطة الشرقية ثم انسحب إلى رنكوس في القلمون الغربي عندما بسط جيش الإسلام سيطرته على منطقة دوما وذلك دون أي اقتتال بين الطرفين.

 

2- جيش أسود الشرقية:

تشكل "جيش أسود الشرقية بقيادة "طلال السلامة" ” في آب 2014 م، من الألوية والفصائل التالية: جبهة الأصالة والتنمية- لواء الفتح- لواء ابن القيم- لواء الأحواز- لواء درع الأمة- لواء عمر المختار- لواء القادسية- كتيبة الحمزة- كتيبة أحفاد عائشة- تجمع عبدالله بن الزبير- بيارق الشعيطات- كتيبة أبو عبيدة ببن الجراح" [3].

ويعتبر القائد الميداني أبو برزان الديري "السلطاني"، المسؤول عنه في منطقة القلمون.

ويضم الجيش الذي يبلغ تعداد مقاتليه قرابة /350/ مقاتلاً، مقاتلين من منطقة القلمون إضافة إلى أبناء دير الزور الذين رفضوا تسليم سلاحهم والانضمام لتنظيم الدولة مفضلين مغادرة المحافظة باتجاه القلمون لمتابعة قتالهم ضد قوات الأسد وتنظيم الدولة [4].

وينتشر مقاتلو الجيش في منطقة المحروثة القريبة من الحدود الأردنية، وفي القلمون الشرقي "البترا – الجبل الشرقي" ويتبع للجيش الحر ويتلقى دعمه من غرفة عمليات الموك، ويرى أن قوات سورية الديمقراطية إذا ما تقدمت في دير الزور فسيتم اعتبار ذلك احتلالاً.

تعتبر "معركة الحسم" في القلمون والتي ضمت كلاً من (جيش أسود الشرقية, جيش الإسلام, حركة أحرار الشام، قوات الشهيد أحمد العبدو, فيلق الرحمن, لواء المغاوير) وبعض الكتائب والفصائل الأخرى في المنطقة، أضخم أعماله العسكرية حيث هدفت إلى طرد تنظيم الدولة بشكل نهائي عن المحيط الذي يشكل تهديدا لمعاقل الثوار الذين يواجهون حزب الله بشراسة، في القلمون ومحيط دمشق بشكل كامل وعدم السماح لتنظيم الدولة بالتمدد في بادية الشام.

 

3 - تجمع الشهيد الملازم أول أحمد عبدو:

تأسس في الشهر الثامن من عام 2013، باسم (تجمع القلمون التحتاني)، وانتشرت قواته من الضمير إلى جيرود والناصرية والرحيبة وباتجاه الشرق حتى مهين والقريتين قبل سيطرة تنظيم الدولة، ويمتد اليوم باتجاه البادية الشامية، وخلال عملية السيطرة على مستودعات “مهين” قتِلَ القائد العسكري للتجمع "الملازم أول أحمد العبدو" والذي سُميَ التجمع باسمه بعدها [5].

يتألف التجمع الذي يعتبر النقيب "أحمد التامر" قائداً عاماً له من عدد من الفصائل والقطاعات أهمها “قطاع مدينة الرحيبة، قطاع مدينة جيرود، قطاع الجبل والذي يضم (سرية المشاة الأولى- سرية المشاة الثانية- كتيبة الدبابات- قسم المدفعية- كتيبة الدفاع الجوي- قسم الإشارة- قسم العمليات- قسم الاستطلاع- الشرطة العسكرية والحواجز- المكتب الإعلامي.

ويتبع التجمع للجيش السوري الحر ويتلقى دعمه من غرفة الموك ويمتلك تسليحاً جيداً من ضمنه السلاح الثقيل كالدبابات التي سيطر عليها خلال معاركه ضد قوات النظام في  منطقة انتشاره بالإضافة إلى امتلاكه  م / د، ويبلغ عدد مقاتليه قرابة 700 مقاتل، ينتشرون في مناطق البترا والجبل الشرقي ومحروثة "على الحدود الأردنية" وتعتبر كافة معاركه منذ 2015 ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

 وقد تم اغتيال قائده العميد بكور السليم  في كمين  نصبه له "تنظيم الدولة الإسلامية" بتاريخ 9 حزيران 2016م  عل خلفية قتاله الشرس للتنظيم [6].

 ويعتبر قطع طريق الإمداد الواصل بين الحدود السورية العراقية ودمشق عند تل البترا (بمعركة ضد تنظيم الدولة)، وحصار مطار الضمير العسكري في القلمون الشرقي بريف دمشق (بمعركة مع قوات نظام الأسد) أبرز العمليات النوعية للتجمع التي نفذها بالاشتراك مع فصائل عسكرية أخرى كفيلق الرحمن، ولواء الشباب الصادقين.

كما يوجد في القلمون الشرقي، إضافة إلى التشكيلات الثلاثة آنفة الذكر كل من حركة أحرار الشام في منطقة البترا بعدد يقارب (250) مقاتلاً وتخوض معاركها ضد النظام والتنظيم في آن معاً، وجبهة فتح الشام "النصرة سابقا"  وقد تمّ الحديث بالتفصيل عنهما في بحث فصائل جيش الفتح في ملف سابق.

 ولجيش الإسلام أيضاً -الذي سيتم بحثه بتفاصيل أكثر ضمن ملف فصائل الغوطة الشرقية المقبل - وجودٌ وانتشار في مناطق البترا والجبل الشرقي والأفاعي بمنطقة القلمون الشرقي وبعدد يقارب (1000) مقاتل وهذا ما أكده النقيب المنشق "أبو أحمد" [7]، وكذلك المكتب الإعلامي لجيش الإسلام.

 

نتائج الدراسة:

1- تعد مناطق القلمون ساحات اشتباكات متواصلة بين تنظيم الدولة وعدد من الفصائل، من بينها قوات الشهيد أحمد العبدو، حيث يحاول التنظيم قضم مزيد من المساحات في هذه المناطق الوعرة، والتي تشكل صلة وصل ومدخلاً لعدة مناطق حيوية مثل الغوطة والبادية.

2- يبدو الحرص الأردنيّ ومن ورائه دولا غربية على لجم المجموعات “الجهاديّة” والإمساك بدفّتها عاملاً جوهريّاً في “انضباط” هذه الجبهة، مقارنة بنظيرتها الشّماليّة.

3- يُعد قطاع البادية من حدود السويداء إلى العراق منطقة شاسعة، وتنبع أهميته من كونه يحتوي على تلال و"أبيار" مأهولة بالسكان، يقطنها ما يقارب الـ 150 ألف شخص من البدو، بالإضافة إلى وجود مخيمين للاجئين الذين فروا من بطش نظام الأسد وتنظيم الدولة، وتحتوي هذه المخيمات ما يقارب المئة ألف نازح، وتعد البادية بوابة للقلمون الشرقي وريف حمص.

 


  المراجع: 

[1] الإعلان عن تشكيل جيش تحرير الشام.
  https://www.youtube.com/watch?v=aCY9rUHLDAE

[2] العربي الجديد – هيا خيطو – جيش تحرير الشام يطلق معركة جديدة بريف دمشق
  https://goo.gl/9b0zc2

[3] العربية نت - فصائل عسكرية تشكل جيش "أسود الشرقية" بريف دمشق.
 https://goo.gl/LdLHi4

[4]  كلنا شركاء - طلال السلامة قائد أسود الشرقية: سنؤسّس جيشاً لتحرير دير الزور من داعش والنظام

http://www.all4syria.info/Archive/283647

[5] موقع الهيئة العليا للمفاوضات: مقتل قائد تجمع قوات الشهيد أحمد العبدو في القلمون الشرقي.
http://bof-sy.com/?p=56594

[6] موقع الحل السوري: داعش يغتال قائد “قوات الشهيد أحمد العبدو”.. العضو في الهيئة العليا للمفاوضات.
https://goo.gl/cvmvuC

[7] مقابلة خاصة لقسم الرصد والمتابعة في المؤسسة السورية للدراسات مع "النقيب المنشق أبو أحمد" أحد العاملين سابقاً في منطقة القلمون الشرقي متحفظاً على نشر اسمه الحقيقي لأسباب خاصة وذلك بتاريخ 02/01/2017.

____________________________________________________________________

(للاطلاع على الدراسة كملف pdf يُرجى تحميل الملف المُرفق أعلى الصفحة)

---------------------------------------------------------------------------------------

الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2017

486.22 كيلوبايت

تابعنا على الفيسبوك

القائمة البريدية


تابعنا على تويتر

جميع الحقوق محفوطة للمؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2024 / تنفيذ وتطوير شركة SkyIn /